يتصدر برنامج قطر جينوم جهود تطبيق الطب الدقيق المتقدم والرعاية الصحية الشخصية في دولة قطر بوصفه أحد أكثر مساعي البحوث الطبية طموحا في المنطقة.

صُمِّم قطر جينوم اعتمادًا على استراتيجية شاملة ترتكز على سبع لبنات بناءٍ أساسية، ألا وهي: قطر بيوبنك، وإنشاء بنية تحتية للجينوم، وعقد شراكات بحثية، وبناء شبكة لبيانات الجينوم، وبناء القدرات البشرية المحلية، ووضع مسودات اللوائح والسياسات، وأخيرًا تكامل علم الجينوم مع منظومة الرعاية الصحية. ويضمن إنجاز هذه الركائز المحورية حصول دولة قطر على مركز ريادي في مجال الطب الدقيق، بوصف برنامج قطر جينوم واحدًا من البرامج الرائدة على مستوى العالم.

اكتملت المرحلة الأولى للبرنامج بنجاح في سبتمبر 2015، بالتطوير الناجح لأول رقاقة جينية قطرية "كيو تشيب – النسخة الأولى" والتي تحتوي على أكثر من نصف مليون تحور في الحمض النووي المستخلص من تسلسل أكثر من 10 آلاف جينوم. وسيساعد ذلك في تحديد المتغيرات الجينية التي تميز المواطنين من حيث الأمراض النادرة والشائعة على حدٍّ سواء.

نعمل كذلك على تعزيز انتشار بحوث الجينوم في دولة قطر عن طريق المنح الخاصة التي يقدمها الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، ومنها منحةً سنوية تسمى "الطريق نحو الطب الشخصي". كما نشجع فرق البحوث في العديد من المراكز البحثية على دراسة البيانات التي ينتجها برنامج قطر جينوم واستخدام النتائج في التطبيقات السريرية، وذلك من خلال مبادرات مثل تجمع بحوث قطر جينوم، وهو الائتلاف الأول والأكبر من نوعه في المنطقة، ويضم أكثر من 120 عالمًا وباحثًا وأكاديميًا. وبالإضافة إلى ذلك، نجح قطر جينوم في تطوير شراكات استراتيجية مع مؤسسات رائدة في مجال علم الجينوم، بهدف تبادل المعرفة والتعاون في مجال البحوث والتطوير.

كما نعمل على رفع مستوى الوعي حول أهمية دور علوم الجينوم والدور الهام للطب الدقيق، وخير دليل على نجاح مهمتنا هو نتائج الاستبيانات الاستقصائية التي نقوم بها على المستوى الوطني، والتي تعكس الدعم الكبير الذي نحظى به من المواطنين. كما نقوم بتطوير شراكات دائمة مع المنظمات المحلية لتعزيز التعاون المشترك، من خلال تنظيم الأحداث والندوات والجولات العلمية والمحاضرات لتعزيز مشاركتنا الفعالة مع سكان الدولة.

وقد نجح قطر جينوم في تنظيم مؤتمرين دوليين ناجحين، جمع خلالهما باحثين ومتخصصين في مجال الرعاية الصحية من المعروفين على المستوى العالمي، لتبادل المعارف في قطر، واستكشاف التحديات الأخلاقية والاجتماعية والعلمية التي تواجه الطب الدقيق.

إنه لمن دواعي فخرنا المشاركة في هذا البرنامج الرائد لبحوث الجينوم، ونحن عازمون على مواصلة جهودنا في ظل القيادة الحكيمة لدولة قطر ذات الرؤية الطموحة والملهمة، تلك الرؤية التي لها أهمية كبيرة في الحفاظ على صحة أجيال السكان في الحاضر وفي المستقبل.

 

أ.د. سعيد إسماعيل

مدير برنامج قطر جينوم